{ ويطوف عليهم غلمان لهم } من الملكوت الروحانية أي: تخدمهم الروحانيات أو أهل الإرادة وصفاء الاستعداد من الأحداث الطالبين { كأنهم } لفرط صفائهم ونوريتهم { لؤلؤ مكنون } محفوظ من تغيرات هوى النفس وغبار الطبائع مخزون من ملامسة ذوي العقائد الرديئة والعادات المذمومة. { وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } عن بداياتهم وأحوال رياضاتهم في عالم النفس ومأوى الحس الذي هو الدنيا { قالوا إنّا كنا قبل } أي: قبل الوصول إلى فضاء القلب وروح الروح في الآخرة { في أهلنا } من القوى البدنية وصفات النفس { مشفقين } وجلين من ذكر الله خائفين من العقاب { فمنّ الله علينا } بتجليات الصفات ونعم المكاشفات { ووقانا عذاب } سموم هوى النفس وجحيم الطبيعة { إنّا كنا من } قبل هذا المقام { ندعوه } نذكره ونعبده { إنه هو البرّ } المحسن بمن دعاه بإفاضة العلم والتحقيق { الرحيم } لمن عبده وخافه بالهداية والتوفيق. { واصْبر } بمنع النفس عن الظهور بالاعتراض على الحكم { فإنك بأعيننا } فإنّا نراك ونرقبك فاحترز عن ذنب ظهور النفس بحضورنا { وسبِّح } نزّه الله بالتجرد عن ملابس صفات النفس حامداً لربّك بإظهار كمالاتك التي هي صفاته { حين تقوم } في القيامة الوسطى عن نوم غفلة مقام النفس بالرجوع إلى الفطرة { ومن اللَّيل } ومن بعض أوقات الظلمة عند التلوين بظهور صفة من صفاتها { فسبحه } بالتجرد عنها والتنوّر بنور الروح { وإدبار } نجوم الصفات وغيبتها بظهور نور شمس الذات وطلوع فجر بداية المشاهدة، والله تعالى أعلم.