{ عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } يعني من له عذر { وَتَعْلَمَ ٱلْكَاذِبِينَ } أي من لا عذر له قال قتادة لما نزلت هذه الآية { عَفَا ٱللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } اشتدت عليهم فأنزل الله عز وجل بعد ذلك في سورة النور{ فَإِذَا ٱسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَن لِّمَن شِئْتَ مِنْهُمْ } [النور: 62] فنسخت الآية التي في براءة. { لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ } فيتخلفوا عنك ولا عذر لهم { إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } كراهية للجهاد { وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } أي شكت في الله عز وجل وفي دينه { وَلَوْ أَرَادُواْ ٱلْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً } يعني المنافقين. { وَلَـٰكِن كَرِهَ ٱللَّهُ ٱنبِعَاثَهُمْ } خروجهم لما يعلم منهم أنهم عيون للمشركين على المؤمنين ولما يمشون بين المؤمنين بالنميمة والفساد { فَثَبَّطَهُمْ } أي صرفهم { لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم } يقوله للمؤمنين { مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ } أي مشوا بينكم بالنميمة. قال محمد الوضع في اللغة سرعة السير يقال وضع البعير وأوضعته. { يَبْغُونَكُمُ ٱلْفِتْنَةَ } أي يبغون أن تكونوا مشركين وأن يظهر عليكم المشركون { وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ } قال الحسن يعني المنافقين أنهم عيون للمشركين عليكم يسمعون أخباركم فيرسلون بها إلى المشركين.