{ يَوْمَئِذٍ } يوم القيامة { يَوَدُّ } يتمنى { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله { وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ } بالإجابة { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } أي يصيرون تراباً مع البهائم { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } لم يقولوا{ والله ربنا ما كنا مشركين } [الأَنعام: 23] ونزل في أصحاب محمد قبل تحريم الخمر قوله { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد والقرآن { لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلاَةَ } في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مع النبي عليه الصلاة والسلام { وَأَنْتُمْ سُكَارَىٰ } نشاوى { حَتَّىٰ تَعْلَمُواْ مَا تَقُولُونَ } ما يقرأ إمامكم في الصلاة { وَلاَ جُنُباً } لا تأتوا المسجد جنباً { إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ } إلا ماري الطريق فيما لا بد لكم { حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ } من الجنابة { وَإِنْ كُنتُم مَّرْضَىٰ } جرحى { أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّن ٱلْغَآئِطِ } من مكان حدث { أَوْ لاَمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } أو جامعتم النساء { فَلَمْ تَجِدُواْ مَآءً فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } فتعمدوا إلى تراب نظيف { فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ } بالضربة الأولى { وَأَيْدِيَكُمْ } بالضربة الثانية { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوّاً } متفضلاً فيما وسع عليكم { غَفُوراً } فيما يكون منكم من التقصير { أَلَمْ تَرَ } ألم تخبر في الكتاب { إِلَى } عن { ٱلَّذِينَ أُوتُواْ } أعطوا { نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَابِ } علماً بالتوراة { يَشْتَرُونَ ٱلضَّلاَلَةَ } يختارون اليهودية { وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } أن تتركوا دين الإسلام. نزلت في اليسع ورافع بن حرملة حبرين من اليهود دعوا عبد الله بن أبي وأصحابه إلى دينهما { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ } من المنافقين واليهود { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَلِيّاً } حافظاً { وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ نَصِيراً } مانعاً { مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ } يعني اليهود مالك بن الصيف وأصحابه { يُحَرِّفُونَ ٱلْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } يغيرون صفة محمد ونعته بعد بيانه في التوراة ويأتون محمداً { وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا } قولك يا محمد { وَعَصَيْنَا } أمرك في السر عنه { وَٱسْمَعْ } منا يا محمد { غَيْرَ مُسْمَعٍ } غير مطاع ومسمع منك في السر { وَرَاعِنَا } اسمع منا يا محمد وكان بلغتهم راعنا اسمع لا سمعت { لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ } يحرفون ألسنتهم بالشتم والتعيير { وَطَعْناً فِي ٱلدِّينِ } عيباً في الإسلام { وَلَوْ أَنَّهُمْ } يعني اليهود { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك يا محمد { وَأَطَعْنَا } أمرك { وَٱسْمَعْ } منا { وَٱنْظُرْنَا } انظر إلينا { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } من السب والتعيير { وَأَقْوَمَ } أصوب { وَلَكِن } ولكنهم { لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ } عذبهم الله بالجزية { بِكُفْرِهِمْ } عقوبة لكفرهم { فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } وهو من أسلم منهم عبد الله بن سلام وأصحابه { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا علم التوراة بصفة محمد ونعته { آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا } يعني القرآن { مُصَدِّقاً } موافقاً { لِّمَا مَعَكُمْ } بالتوحيد وصفة محمد ونعته { مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهاً } أن نغير قلوبكم { فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَآ } فنردها عن بصائر الهدى ونحول وجوههم إلى الأقفية { أَوْ نَلْعَنَهُمْ } أو نمسخهم { كَمَا لَعَنَّآ } مسخنا { أَصْحَابَ ٱلسَّبْتِ } قردة { وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } كائناً فأسلم بعد نزول هذه الآية عبد الله بن سلام وأصحابه.