الرئيسية - التفاسير


* تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ }

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ }؛ في الآيةِ وعدٌ مِن الله لنَبيِّهِ صلى الله عليه وسلم أن ينتقمَ له منهم، منهُ في حياتهِ أو بعدَ مَماتهِ، قال المفسِّرون: كانت وَقْعَةُ بَدْرٍ مما أراهُ الله في حالِ حياته مما أوعدَ المشركين من العذاب { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } قبلَ أن نُريَكَ، { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } بعدَ الموتِ فيجزيَهم بأعمالِهم.

قال الزجَّاج: (أعْلَمَ اللهُ أنَّهُ إنْ لَمْ يَنْتَقِمْ مِنْهُمْ فِي الْعَاجِلِ انْتَقَمَ مِنْهُمْ فِي الآجِلِ). وقولهُ تعالى: { فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ } أي لا يفوتُونَنا ولا يُعجِزُوننا. وعن ابن عبَّاس قال: " نَزَلَ جِبْرِيلُ عليه السلام عَلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ: إنَّ رَبي أمَرَنِي أنْ لاَ أُفَارِقَكَ الْيَوْمَ حَتَّى تَرْضَى، فَهَلْ رَضِيتَ؟ قَالَ: " نَعَمْ؛ أرَانِي بَعْضَ مَا أوْعَدَهُمْ فَلَهُ الْحَمْدُ عَلَى ذلِكَ " " وقولهُ تعالى: { ثُمَّ ٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ }؛ مِن محاربَتِكَ وتكذيبكَ.