- قوله تعالى: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ } ، إلى آخر السورة. أي: هل سمعت يا محمد حديث موسى بن عمران وخبره؟ - { إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ }. أي: المطهر المبارك. - وقوله: { طُوًى }. قال مجاهد: (هو) اسم الوادي. وقاله ابن زيد. فمن صرفه على هذا جعله (اسما لمُذكّر)، اسماً لمكان. ومن لم يصرفه جعله اسماً للبقعة. وقال قتادة: " { طُوًى }: كنا نحدث أنه قدس مرتين ". قال: " واسم الوادي: طُوى ". وقال ابن جريج عن مجاهد: { طُوًى } أي طاء الأرض حافياً. - وقوله: { ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }. أي: ناداه ربه، فقال له: اذهب إلى فرعون، إنه تجاوز حده في العدوان والتكبر على ربه وعتا، فقل له. { هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ }. أي: هل لك يا فرعون في أن تتطهر من دنس (الكفر) وتؤمن بربك؟ قال ابن زيد: ([تز]كى): تسلم. قال: والتزكي في القرآن كله: الإسلام. وقال عكرمة: { إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ } ، أي: تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له. - ثم قال: { وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ }. أي: وهل لك إلى أن أرشدك إلى ما يرضى به ربك عنك، فتخشى عقابه بأداء ما ألزمك من فرائضه واجتناب معاصيه؟ - ثم قال تعالى: { فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ }. أي: فأرى موسى فرعون الآية العظيمة الكبيرة، وهي في قول الحسن ومجاهد وقتادة: يده وعصاه. أخرج يده بيضاء للناظرين، وحَوّل عصاه ثعباناً مبيناً. وقال ابن زيد: هي العصا. - ثم قال تعالى: { فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ }. أي: فكذب فرعون موسى فيما أتى به من الآيات المعجزات، وعصاه فيما أمره به من طاعة الله والإيمان به. - وقوله: { ثُمَّ أَدْبَرَ (يَسْعَىٰ) }. أي: ثم ولى معرضاً عما [دعا إليه] موسى. قال مجاهد: { ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ } ، أي: " يعمل الفساد ". وقيل: [معناه] أدبر هارباً من الحية. - وقوله: { فَحَشَرَ فَنَادَىٰ }. أي: فجمع قومه فنادى فيهم فقال لهم: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ } ، تمرداً على الله وطغياناً. - ثم قال تعالى: { فَأَخَذَهُ ٱللَّهُ نَكَالَ ٱلآخِرَةِ وَٱلأُوْلَىٰ }. قال ابن عباس ومجاهد والشعبي: الأولى، قوله:{ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي } [القصص: 38]، والآخرة: قوله: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ }. وكان بين الكلمتين أربعون سنة. وقاله ابن زيد. وقال أيضاً: معناه: عذاب الدنيا والآخرة، عجل له الغرق مع ما أعدّ له في الآخرة من العذاب. وعن الحسن أنه قال: معناه: عذاب الدنيا والآخرة. وهو قول قتادة. وقال أبو رزين: الأولى عصيانه ربّه وكفْرُه، والآخرة: قوله: { أَنَاْ رَبُّكُمُ ٱلأَعْلَىٰ }. وعن مجاهد أيضاً أن معناه: أخذه الله [بأول عمله] وآخره. " ونكالاً " مصدر من معنى " أخذه " ، [لأن معنى " أخذه " ] نكّل به.