أخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { الريح العقيم } قال: الشديدة التي لا تلقح شيئاً. وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } قال: الريح العقيم التي لا تلقح الشجر ولا تثير السحاب، وفي قوله { إلا جعلته كالرميم } قال: كالشيء الهالك. وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { الريح العقيم } قال: ريح لا بركة فيها ولا منفعة ولا ينزل منها غيث ولا يلقح منها شجر. وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الريح مسجنة في الأرض الثانية، فلما أراد الله أن يهلك عاداً أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحاً تهلك عاداً، قال: أي رب أرسل عليهم من الريح قدر منخر ثور، قال له الجبار. لا إذا تكفأ الأرض ومن عليها، ولكن أرسل عليهم بقدر خاتم، فهي التي قال الله { ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } ". وأخرج الفريابي وابن المنذر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: { الريح العقيم } النكباء. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: { الريح العقيم } الجنوب. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه قال: { الريح العقيم } الصبا التي لا تلقح شيئاً، وفي قوله: { كالرميم } قال: الشيء الهالك. وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: { الريح العقيم } التي لا تنبت وفي قوله { إلا جعلته كالرميم } قال: كرميم الشجر. وأخرج أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه " عن رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكرت عنده وافد عاد فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما وافد عاد؟ فقلت: على الخبير سقطت، إن عاداً لما أقحطت بعثت قيلاً فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان، ثم خرج يريد جبال مهرة، فقال: اللهم إني لم آتك لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه، فاسْق عبدك ما كنت مسقيه واسق معه بكر بن معاوية يشكر له الخمر الذي سقاه، فرفع له سحابات فقيل له: اختر إحداهن فاختار السوداء منهن، فقيل له: خذها رماداً ومدداً لا تذر من عاد أحداً، وذكر أنه لم يرسل عليهم من الريح إلا قدر هذه الحلقة يعني حلقة الخاتم، ثم قرأه { وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم } ".