قوله تعالى: { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ } [المائدة: 44]. - العياشي: عن مالك الجهني، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ } إلى قوله: { بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ } ، قال: " فينا نزلت ". - عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن مما استحقت به الإمامة: التطهير، و الطهارة من الذنوب و المعاصي الموبقة التي توجب النار، ثم العلم المنور بجميع ما تحتاج إليه الامة من حلالها و حرامها، و العلم بكتابها، خاصه و عامه، و المحكم و المتشابه، و دقائق علمه، و غرائب تأويله، و ناسخه و منسوخه ". قلت: و ما الحجة بأن الإمام لا يكون إلا عالما بهذه الأشياء التي ذكرت؟ قال: " قول الله فيمن أذن الله لهم في الحكومة و جعلهم أهلها: { إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } فهذه الأئمة دون الأنبياء الذين يربون الناس بعلمهم، و أما الأحبار فهم العلماء دون الربانيين، ثم أخبر، فقال: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ و لم يقل بما حملوا منه ". قوله تعالى: { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ } [المائدة: 44]. - محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن كثير، عن عبد الله بن مسكان، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): " من حكم في درهمين بحكم جور، ثم جبر عليه كان من أهل هذه الآية { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ }. فقلت: و كيف يجبر عليه؟ فقال: " يكون له سوط و سجن، فيحكم عليه، فإن رضي بحكومته، و إلا ضربه بسوطه، و حبسه في سجنه ". و رواه الشيخ: بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن بكير، عن عبد الله بن مسكان، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله)، الحديث بعينه. - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " من حكم في درهمين بغير ما أنزل الله عز و جل فهو كافر بالله العظيم ". و رواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه.