{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ } يعني يوم القيامة يشهد على قومه أنه قد بلغهم قال محمد المعنى فكيف تكون حالهم وهذا من الاختصار { وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ } أي جحدوه { لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ } قال قتادة يعني لو ساخوا فيها { وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً } تفسير ابن عباس يعني بهذا جوارحهم { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَأَنْتُمْ سُكَٰرَىٰ } قد مضى تفسيره في سورة البقرة في تفسير{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ } [البقرة: 219]. قوله { وَلاَ جُنُباً إِلاَّ عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُواْ } تفسير ابن عباس هو المسافر إن لم يجد الماء تيمم وصلى { وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَآءَ أَحَدٌ مِّنْكُمْ مِّن ٱلْغَآئِطِ } قال محمد { ٱلْغَآئِطِ } الحدث وأصل { ٱلْغَآئِطِ } المكان المطمئن من الأرض فكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة أتوا غائطا من الأرض ففعلوا ذلك فيه فكنى عن الحديث بالغائط وقوله { وَإِنْ كُنْتُمْ مَّرْضَىٰ } فيه إضمار لا تستطيعون قرب الماء من العلة ذكره إسماعيل بن إسحاق { أَوْ لَٰمَسْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } الملامسة في قول علي وابن عباس والحسن الجماع وكان ابن مسعود يقول هو المس باليد ويرى منه الوضوء { فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً } أي تعمدوا ترابا نظيفا { فَٱمْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ }. يحيى عن المعلى عن أبي إسحاق الهمداني عن ناجية بن كعب عن عمار بن ياسر قال: " أجنبت وأنا في الإبل فتمعكت في الرمل كما تتمعك الدابة ثم أتيت النبي عليه السلام وقد دخل الرمل في رأسي ولحيتي فأخبرته فقال: " إنما كان يكفيك التيمم " ثم ضرب النبي عليه السلام بكفيه جميعا التراب ثم نفضهما ثم مسح بوجهه وكفيه مرة واحدة ثم قال: " كان يكفيك أن تصنع هكذا " وبه يأخذ يحيى. يحيى عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال الجريح والمجدور والمقروح إذا خشي على نفسه تيمم. { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ ٱلْكِتَٰبِ } يعني اليهود { يَشْتَرُونَ ٱلضَّلَٰلَةَ } أي يختارون { وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ ٱلسَّبِيلَ } يعني طريق الهدى.