{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة } مُغبَّرةً لا نبات فيها { فإذا أنزلنا عليهم الماء اهتزَّت } تحرَّكت بالنًّبات { وربت } انتفخت وعلت، ثمَّ تصدَّعت عن النَّبات. { إنَّ الذين يلحدون في آياتنا } يجعلون الكلام فيها على غير جهته، بأن ينسبوها إلى الكذب والسِّحر { لا يخفون علينا } بل نعلمهم ونجازيهم بذلك. { إنَّ الذين كفروا بالذكر } أَيْ: بالقرآن { لما جاءهم وإنَّه لكتاب عزيز } منيعٌ من الشَّيطان والباطل. { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه } أي: الكُتب التي تقدَّمت لا تبطله، ولا يأتي كتابٌ بعده يبطله. وقيل: إنَّه محفوظٌ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه. { ما يقال لك إلاَّ ما قد قيل للرسل من قبلك } أَيْ: إنْ كذَّبك قومك فقد كذَّب الذين من قبلك. { ولو جعلناه قرآناً أعجمياً } لا بلسان العرب { لقالوا لولا فصلت } بُيِّنت { آياته } بلغتنا حتى نعرفها { أأعجمي وعربي } أي: القرآنُ أعجميٌّ، ونبيٌّ عربيٌّ { قل هو } أي: القرآن { للذين آمنوا هدى } من الضَّلالة { وشفاء } من الجهل { والذين لا يؤمنون } في ترك قبوله بمنزلة مَنْ { في آذانهم وقرٌ وهو } أي: القرآن { عليهم } ذو { عمى } لأنَّهم لا يفقهونه { أولئك ينادون من مكان بعيد } أَيْ: كأنهم لقلَّة استماعهم وانتفاعهم يُنادون إلى الإيمان بالقرآن من حيث لا يسمعونه لبعد المسافة. { ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه } بالتَّكذيب والتَّصديق، والإِيمان به والكفر كما فعل قومك { ولولا كلمة سبقت من ربك } بتأخير العذاب عن قومك { لقضي بينهم } لفرغ من هلاكهم { وإنهم لفي شك منه } من القرآن { مريب }.