{ كلا } قيل: ردع وزجرٌ لهم عما يقولون كأنه قيل: احذروا العقوبة، وقيل: معناه حقّاً فيبطل بما بعده { والقمر } قيل: ورب القمر وإنما أقسم به لما فيه من عظم آياته في طلوعه ومسيره { والليل إذ أدبر } ولّى وذهب، وقيل: جاء دبر النهار أي أقبل، وأدبر تولى عن أكثر المفسرين { والصبح إذا أسفر } أضاء { إنها لإِحدى الكُبَر } قيل: النار الكبرى، وقد تقدم ذكرها في قوله: { سقر } وهو جواب القسم، وقيل: هذه الآية الذي بينها إحدى الكبر، وقيل: آيات القرآن والوعيد، وقيل: النار في الدنيا تذكر في الآخرة { نذيراً للبشر } أي مخوفاً للخلق قيل: تقديره أنا لكم منها نذير { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } عنها { كل نفس بما كسبت رهينة } يعني أن كل واحد مأخوذ بعمله فيجازى عليه { إلاَّ أصحاب اليمين } قيل: هم المؤمنون، وقيل: يعطون كتبهم بأيمانهم، وعن علي (عليه السلام) أنه فسّر أصحاب اليمين بالأطفال لأنه لا أعمال لهم يرتهنون بها، وعن ابن عباس: هم الملائكة { في جناتٍ يتساءلون } { عن المجرمين } يسأل بعضهم بعضاً عنهم أو يسألون عن المجرمين الذين دخلوا النار { ما سلككم في سقر } أي ما أدخلكم النار؟ وبأيّ سبب؟ { قالوا لم نك من المصلين } { ولم نك نطعم المسكين } اي لم نؤدِ الزكاة المفروضة { وكنا نخوض مع الخائضين } أي كنا نسرع في الباطل مع المبطلين، وقيل: كنا نخوض في تكذيب النبي وآياته { وكنا نكذّب بيوم الدين } أي يوم الجزاء وهو يوم القيامة { حتى أتانا اليقين } قيل: هو الموت { فما تنفعهم شفاعة الشافعين } أي لا يشفع لهم أحد والشفعاء الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء { فما لهم عن التذكرة معرضين } أي ما الذي منعهم عن التذكر لما يتلى عليهم { كأنهم حمر مستنفرة } { فرت من قسورة } قيل: هم الرماة، وقيل: جماعات الرجال، وقيل: الأسد سمي بذلك لأنه يقهر السباع كلها، يعني أعرضوا عن القرآن نفوراً كإعراض الحُمُر من الأسد { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفاً منشَّرة } الآية نزلت في المشركين قالوا: يا محمد إن شئت أن نتبعك فأتنا بكتاب خاصة إلى فلان وإلى فلان من رب العالمين، وقيل: قالوا: إن كان محمداً صادقاً فليصبح عند رأس كل واحد منا صحيفة فيها براءة من النار، فنزلت الآية { كلا } يعني ليس كما يقولون ويريدون ولا يكون كذلك، وقيل: زجرٌ لهم أي لا يطلبوا ذلك { بل لا يخافون الآخرة } قيل: لا يخافون عذابها ولو خافوا لما كذبوا الرسل { كلاّ إنه تذكرة } أي عظة يتعظ بها المكلف قيل: القرآن، وقيل: ما تقدم ذكره { فمن شاء } اتعظ به { وما يذكرون إلاَّ أن يشاء الله } مشيئة إكراه إلا أن يجبرهم على ذلك { هو أهل التقوى } أي أهل أن يتقى معاصيه ومحارمه، وقيل: هو أهل أن يتقى عقابه، وأهل من يغفر ذنوب من أناب اليه، يعني هو حقيق بأن يتقيه عباده ويخافون عقابه، وحقيق أن يغفر لهم إذا آمنوا وأطاعوا.