{ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ } بالياء كوفي غير عاصم والباقون بالتاء { مِنكُمْ خَافِيَةٌ } في الحديث قال: " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات، فأمّا عرضتان فجدال وخصومات ومعاذير، وأمّا الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي، فآخذ بيمينه وآخذ بشماله ". { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَآؤُمُ } أي تعالوا { ٱقْرَؤُاْ كِتَابيَهْ } ها الوقف وأخواته مثله { إِنِّي ظَنَنتُ } علمت وأيقنت { أَنِّي مُلاَقٍ حِسَابِيَهْ }. أخبرنا الحسن قال: حدّثنا عبد الله بن يوسف قال: حدّثنا أبو القيّم عبد الله بن محمد بن إسحاق المروزي قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدّثنا عمر بن إبراهيم بن خالد عن عبد الرحمن قال: حدّثنا مرحوم بن أبي أرطبان ابن عم عبد الله بن عون قال: حدّثنا عاصم الأحول عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوّل مَنْ يُعطى كتابه بيمينه من هذه الأمّة عمر بن الخطّاب، وله شعاع كشعاع الشمس " فقيل له: فأين أبو بكر؟ قال: " هيهات هيهات زفّته الملائكة إلى الجنّة ". أخبرنا الحسن، حدّثنا منصور بن جعفر بن محمد النهاوندي، قال: حدّثنا أبو صالح أحمد ابن محمد بن أسعد البروجردي، قال: حدّثنا أسد بن عاصم، قال: حدّثنا إبراهيم بن محمد، قال: حدّثنا أبو عمر الضرير عن حماد عن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة كلّ الناس يحاسبون يوم القيامة إلاّ أبو بكر ". { فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ } مرضية كقوله:{ مَّآءٍ دَافِقٍ } [الطارق: 6] وقيل: ذات رضا مثل لأبن وتأمن { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } رفيعة { قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } ثمارها قريبة ينالها القائم والقاعد والمضطجع، يقال لهم { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } قدّمتم لآخرتكم من الأعمال الصالحة في الأيام الماضية وهي الدنيا. أخبرني الحسين قال: حدّثنا القطيعي قال: حدّثنا عبد الله قال: أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر بن عليّ المقدمي قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر قال: سمعت يوسف بن يعقوب الخيفي يقول: بلغنا أن الله سبحانه وتعالى يقول يوم القيامة: يا أوليائي طال ما نظرت إليكم في الدنيا وقد قلصت شفاهكم عن الأشربة، وغارت أعينكم، وخمصت بطونكم، فكونوا اليوم في نعيمكم، وكلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية. { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ } قال ابن الثابت: تلوى يده اليسرى خلف ظهره ثمّ يعطى كتابه. وقيل: تنزع من صدره إلى خلف ظهره { فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } يقول: يا ليت الموتة التي متّها في الدنيا كانت القاضية الفارغة من كل ما بعدها، فلم أُبعث بعده، والقاضية موت الأحياء بعدها.