* تفسير الصراط المستقيم في تبيان القرآن الكريم / تفسير الكازروني (ت 923هـ) مصنف و لم يتم تدقيقه بعد
دعاؤهم كذلك { أَقْسَطُ }: أعدل { عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ }: فادعوهم أخي ومولاي بهذا المعنى { وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ }: إثم { فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ }: من النسبة { وَلَـٰكِن }: الجناح في { مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ }: به، في الحديث: " مَلعُونٌ من نُسبَ إلى غَير أبيه " وفي منسوخ القرآن: " لا ترغبوا عن آبائكم، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آباءكم " { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً * ٱلنَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }: في كل الأمور، فيجب كونه أحب { وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ }: حرمة واحتراما، فلا يقال لهن: أمهات المؤمنات وقرئ: وهو أبٌ لَهُم، أي: دينًا، فالمؤمنون إخوة { وَأُوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ }: ذوو القرابات { بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ }: في الإرث { فِي كِتَابِ ٱللَّهِ }: فريضته { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }: بحق الدين { وَٱلْمُهَاجِرِينَ }: بحق الهجرة، نسخ الإرث بهما بهذه الآية، وبالأنفال { إِلاَّ }: لكن { أَن تَفْعَلُوۤاْ إِلَىٰ أَوْلِيَآئِكُمْ }: من أحبابكم { مَّعْرُوفاً }: بوصية فجائر { كَانَ ذَلِكَ }: الحكم { فِي ٱلْكِتَابِ مَسْطُوراً }: وخلافه شرع قبل لمصالح { وَ }: اذكر { إِذْ أَخَذْنَا مِنَ ٱلنَّبِيِّيْنَ مِيثَاقَهُمْ }: في التبليغ { وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ٱبْنِ مَرْيَمَ }: ذكر أولي العزم لمزيد شرفهم { وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِّيثَاقاً غَلِيظاً }: شديدا { لِّيَسْأَلَ }: الله { ٱلصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ }: في التبليغ تبكيتا للكفرة فأثابهم { وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً أَلِيماً * يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ }: حين اتفق المشركون وأهل الكتاب، وهم خمسة عشر ألفا، وحاصروا المدينة شهرا، والنبي صلى الله عليه وسلم حفر الخندق بشَوْر سلمان، ولم يقع بينهم إلا الترامي { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً }: الصبا، قلعت خيامهم { وَجُنُوداً }: من الملائكة { لَّمْ تَرَوْهَا }: فكبروا من جوانبهم حتى انهزموا خائفين { وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً * إِذْ جَآءُوكُمْ مِّن فَوْقِكُمْ }: أعلى الوادي { وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ }: أي: أحاطوا بكم { وَإِذْ زَاغَتِ }: مالت { ٱلأَبْصَارُ }: عن مستوى نظرها حيرة { وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ }: من الرعب { ٱلْحَنَاجِرَ }: منتهى الحلقوم إذ الرئة تنتفخ بالروح فيرتفع بارتفاعها إليه، ولما اشتكوا منه قال عليه الصلاة والسلام: