قوله جلّ ذكره: { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ }. أقسم بالسماءِ، وبالنجمِ الذي يَطْرُق ليلاً. { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلطَّارِقُ }. استفهامٌ يراد منه تفخيم شأن هذا النجم. { ٱلنَّجْمُ ٱلثَّاقِبُ }. المضيءُ العالي. وقيل: الذي ترمى به الشياطين. ويقال: هي نجوم المعرفة التي تدل على التوحيد يستضيءُ بنورها ويهتدي بها أولو البصائر. { إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ }. ما مِنْ نَفْسٍ إلا عليها حافِظٌ من الملائكة، يحفظ عليه عملَه ورزقَه وأجلَه، ويحمله على دوامِ التيقُّظ وجميلِ التحفُّظ. قوله جلّ ذكره: { فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ }. يخرج من صُلْبِ الأب، وتربيةِ الأم. وهو بذلك يحثُّه على النَّظَرِ والاستدلال حتى يعرف كمال قدرته وعلمه وإرادته - سبحانه. { إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ }. إنه على بَعْثِه، وخَلْقِه مرةً أخرى لقادِرٌ؛ لأنه قادر على الكمال - والقدرةُ على الشيءِ تقتضي القدرةَ على مِثْلِه، والإعادة في معنى الابتداء.