قوله جلّ ذكره: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ }. نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجُّبِ من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار. فقال: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ } ، وبالحساب والجزاء؟ { فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ }. يدفعه بجفوة، ويقال: يدفعه عن حقِّه. { وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }. أي: لا يَحُثُّ على إطعام المسكين، وإنما يدعُّ اليتيم؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه " ولا تنزع الرحمة إلاَّ من قلبِ شقيٍّ ". وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه. قوله جلّ ذكره: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }. السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي. ولم يقل: الذين هم في صلاتهم ساهون.. ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً. { ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }: أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس - لا إخلاصَ لهم. { وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }. الماعون: مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت. ويدخل في هذا: البُخْلُ، والشُّحُّ بما ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع.