الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ }

قوله تعالى: { فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ } [الآية: 39].

حدثنى أحمد بن محمد قال: ما ظهرت على أحد حالةٌ شريفةٌ، إلا وأصلها الصبرُ تحت الأمر والنهى.

وقال: ملازمةُ الخدمة توريك آداب الخدمةِ وآداب الخدمةِ توريك منازل القُربة، ومنازل القربة وتوريكَ حلاوة الأمن.

وقال بعضهم - رحمة الله عليه -: العبادات تجرُّ إلى الإعواض والأحوال تجرُّ إلى المعوَّض.

قوله تعالى: { وَسَيِّداً وَحَصُوراً }.

قال ابن عطاء رحمه الله تعالى: السيّدُ المتحقق حقيقة الحق والحصور المنزه عن الأكوان وما فيها.

قال جعفر رحمةُ الله تعالى عليه: السيّد المعاينُ عن الخلق وصفًا وحالاً وخلقًا.

قال الجنيد رحمةُ الله تعالى عليه: السيد الذى حاد بالكونين عوضًا عن ربه.

قال محمد بن على رحمةُ الله تعالى عليه: السيد من استوت أحواله عند المنع والعطاء.

قال ابن منصور رحمةُ الله تعالى عليه: السيد من خلا من أوصاف البشرية وأظهر نعوت الربوبية.

قال أبو الحسين الوراق رحمةُ الله تعالى عليه: السيدُ من لا تغلبُه نفسُهُ وهواه.

قال النصرآباذى تغمده الله برحمته: من صحَّح نسبته مع الحق استوجب منه ميراث النسبة.