{ ولا تمش في الأرض مرحاً } أَيْ: بالكبر والفخر { إنَّك لن تخرق الأرض } لن تثقبها حتى تبلغ آخرها، ولا تطاول الجبال، والمعنى: إنَّ قدرتك لا تبلغ هذا المبلغ، فيكون ذلك وصلةً إلى الاختيال، يريد: إنَّه ليس ينبغي للعاجز أن يبذخ ويستكبر. { كلُّ ذلك } إشارةٌ إلى جميع ما تقدَّم ذكره ممَّا أمر به ونهى عنه { كان سَيِّئُهُ } وهو ما حرَّم الله سبحانه ونهى عنه. { ذلك } يعني: ما تقدَّم ذكره { ممَّا أوحى إليك ربك من الحكمة } من القرآن ومواعظه وباقي الآية مفسَّر في هذه السُّورة. ثمَّ نزل فيمن قال من المشركين: الملائكة بنات الله: { أفأصفاكم ربكم بالبنين } أَيْ: آثركم وأخلص لكم البنين دونه، وجعل لنفسه البنات { إنكم لتقولون قولاً عظيماً }. { ولقد صرَّفنا } بيَّنَّا { في هذا القرآن من كلِّ مثل } يوجب الاعتبار به، والتَّفكُّر فيه { ليذكروا } ليتَّعظوا ويتدبَّروا { وما يزيدهم } ذلك البيان والتَّصريف { إلاَّ نفوراً } من الحقِّ، وذلك أنَّهم اعتقدوا أنَّها شُبَهٌ وحيلٌ، فنفروا منها أشدَّ النُّفور. { قل } للمشركين: { لو كان معه } مع الله { آلهة كما يقولون إذاً لابْتَغَوْا إلى ذي العرش سبيلاً } إذاً لابتغت الآلهة أن تزيل ملك صاحب العرش.