{ فَإِذَا جَآءَتِ ٱلطَّآمَّةُ ٱلْكُبْرَىٰ } أي: الداهية العظمى التي تطمّ على كل هائلة من الأمور، فتغمر ما سواها بعظيم هولها. وهي القيامة للحساب والجزاء { يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ٱلإِنسَانُ مَا سَعَىٰ } أي: ما عمل من خير أو شر. وذلك بعرضه عليه { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ } أي: أظهرت نار الله لأبصار الناظرين { فَأَمَّا مَن طَغَىٰ } أي: أفرط في تعديه ومجاوزته حد الشريعة والحق، إلى ارتكاب العصيان والفساد والضلال { وَآثَرَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي: متاعها وشهواتها، على كرامة الآخرة وما أعد فيها للأبرار { فَإِنَّ ٱلْجَحِيمَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي: مأواه ومرجعه { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ } أي: مقامه بين يديه للسؤال، أو جلاله وعظمته. أي: اتقاه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه { وَنَهَى ٱلنَّفْسَ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي: فيما يكرهه الله ولا يرضاه منها. فخالفها إلى ما أمره به. { فَإِنَّ ٱلْجَنَّةَ هِيَ ٱلْمَأْوَىٰ } أي: مصيره يوم القيامة. وجواب (إذا) محذوف لدلالة التقسيم عليه. تقديره: ظهرت الأعمال. أو انقسم الناس قسمين.