الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }

قوله: { هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ }: قال الزمخشري: " هؤلاء " موصولٌ صلتُه " تَدْعُوْن " أي: أنتم الذين تَدْعُون، أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون، ثم استأنف وصفَهم كأنهم قالوا: وما وَصْفُنا؟ فقيل: تَدْعون ". قلت: قد تقدَّم الكلامُ على ذلك مُشْبَعاً في سورة آل عمران.

قوله: { يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } بَخِلَ وضَنَّ يتعديَّان بـ على تارةً وبـ عن أخرى. والأجودُ أَنْ يكونا حالَ تَعدِّيهما بـ " عن " مضمَّنَيْن معنى الإِمْساك.

قوله: " وإنْ تَتَوَلَّوْا " هذه الشرطيةُ عطفٌ على الشرطية قبلها، و { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ } عطفٌ على " يَسْتَبْدِلْ ".