{ وَأَوْفُوا ٱلْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِٱلقِسْطَاسِ } ، يعني بالميزان بلغة الروم، { ٱلْمُسْتَقِيمِ ذٰلِكَ } الوفاء، { خَيْرٌ } من النقصان، { وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً } [آية: 35]، يعني وخير عاقبة في الآخرة. { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } ، يقول: ولا ترم بالشرك، فإنه ليس لك به علم أن لي شريكاً، ثم حذرهم، { إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ } ، يعني القلب، { كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [آية: 36]، يعني عن الشرك مسئولاً في الآخرة. { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } ، يعني بالعظمة، والخيلاء، والكبرياء، { إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ ٱلأَرْضَ } إذا مشيت بالخيلاء والكبرياء، { وَلَن تَبْلُغَ } رأسك، { ٱلْجِبَالَ طُولاً } [آية: 37] إذا تكبرت. { كُلُّ ذٰلِكَ } ، يعني كل ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، { كَانَ سَيِّئُهُ } ، يعني ترك ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، أي وركوب ما نهى عنه، كان { عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً } [آية: 38]. { ذَلِكَ مِمَّآ أَوْحَىٰ إِلَيْكَ رَبُّكَ } ، أي ذلك الذي أمر الله به ونهى عنه في هؤلاء الآيات، { مِنَ ٱلْحِكْمَةِ } التي أوحاها إليك يا محمد، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم، { وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ، فإن فعلت، { فَتُلْقَىٰ فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً } ، تلوم نفسك يومئذ، { مَّدْحُوراً } [آية: 39]، يعني مطروداً في النار، كقوله سبحانه:{ وَيُقْذِفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً } [الصافات: 8، 9]، يعني طرداً. قل يا محمد لكفار مكة: { أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِٱلْبَنِينَ } ، نزلت هذه الآية بعد قوله:{ قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ } [الإسراء: 42]، يعني مشركي العرب حين قالوا: الملائكة بنات الرحمن، { وَٱتَّخَذَ } لنفسه { مِنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ إِنَاثاً } ، يعني البنات، { إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً } [آية: 40] حين تقولون: إن الملائكة بنات الله عز وجل.