{ فَتَقَبَّلَهَا }: استقبلها وأخذها، { رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ }: وهو إقامتها مقام الذَّكَرِ في سدنَتِهِ { وَأَنبَتَهَا } رَبَّاها، فنبتت { نَبَاتاً حَسَناً }: بشكل حسن ومعرفة تامة بالله، وكان نمو يومها كسنة، { وَكَفَّلَهَا }: قام بأمرها { زَكَرِيَّا }: زوج خالتها، { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ }: الغرفة المبنية لها في المسجد، سُمِّي بهِ لعلُوِّه، أو كونه محل محاربة الشيطان { وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً }: فاكهة الصيف في الشتاء وعكسه ونحوه { قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ }: من أين، { لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ }: فتكلمت صَغيرةً كعيسى، ولم تَرْضع ثَدْياً، بل كان ينزل عليها رزقها من الجنة، دلت الآية على جواز كرامة الأولياء، ولو كانت معجزة لزكريا لما اشتبهت عليه، { إِنَّ ٱللًّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ }: بلا ضيق عليه، { هُنَالِكَ }: حيث دَلّت رُؤْية كرامة مريم { دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ } طمع في ولد من عاقر { قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً }: كهبتك لحنَّة العجوز العاقر { إِنَّكَ سَمِيعُ } مُجيب { ٱلدُّعَآءِ * فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ }: أي: جنسها، إذ ناداه جبريلُ، { وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ }: بأن، { أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ }: من صُلْبكَ، { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ }: أي: عيسى، سمي بها لإيجاده بكلمة: كُن، كالبدعيات التي هي عالم الأمر، وكا يسجد له في بطن أمه، وآمن به وله ثلاث سنين، { وَسَيِّداً }: متبوعاً لقومه، وأصله متولي السواد أي: الجماعة أو فائقاً مبالغاً في حبس نفسه من الشهوات أو الذنوب، { وَحَصُوراً }: ممنوعاً لا يأتي النساء، { وَنَبِيّاً مِّنَ }: الأنبياء، { ٱلصَّالِحِينَ }: الذين لم يأتوا كبيرة ولا صغيرة، وكان ابن خالة عيسى رُوِي أنه لم يعمل خطيئة ولم يَهُمّ بها.