{ وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ }. أي: يوم القيامة { وَالسَّاعَةُ } أي: القيامة { لاَ رَيْبَ فِيهَا } أي: لا شك فيها { قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنًّا } ذكروا أنهم تدخلهم خلجات شك. قال بعضهم: إن نشك إلا شكاً. { وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } أي: إن الساعة آتية.
قال: { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا } أي: حين غضب عليهم علموا أن أعمالهم كانت سيئات، ولم يكونوا يرون أنها سيئات. { وَحَاقَ بِهِم } أي: نزل بهم { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون } أي: إنهم كانوا يستهزءون بالنبي والمؤمنين فحاق بهم عقوبة ذلك الاستهزاء، فصاروا في النار.
قوله: { وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } أي: نترككم في النار { كَمَا نَسِيتُمْ } أي: كما تركتم { لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا } فلم تؤمنوا به. قال بعضهم: نُسُوا من أهل الخير ولم يُنسوا من أهل الشر. { وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ } والمأوى: المنزل { وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ }. أي ينصرونك من عذاب الله.
{ ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا } فكنتم لا تقرون بالبعث { فَالْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } أي: من النار { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي: لا يخرجون فيستعتبون، أي ليعتبوا، أي ليؤمنوا، وقد فاتهم ذلك.
{ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } والعالمون: الخلق. { وَلَهُ الْكِبْرِيَاء } أي: العظمة { فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }. قال: { وَهُوَ الْعَزِيزُ } في نقمته { الْحَكِيمُ } في أمره.