{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن { إِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلأَحْبَارِ } علماء اليهود { وَٱلرُّهْبَانِ } أصحاب الصوامع { لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ } بالرشوة والحرام { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { وَٱلَّذِينَ يَكْنِزُونَ } يجمعون { ٱلذَّهَبَ وَٱلْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا } يعني الكنوز { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله ويقال ولا يؤدون زكاتها { فَبَشِّرْهُمْ } يا محمد { بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } وجيع { يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا } على الكنوز ويقال على النار { فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا } فتضرب بالكنوز { جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا } يقال لهم عقوبة هذا { مَا كَنَزْتُمْ } بما جمعتم من الأموال { لأَنْفُسِكُمْ } في الدنيا { فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ } بما كنتم { تَكْنِزُونَ } تجمعون { إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ } يقول السنة بالشهور عند الله يعني شهور السنة التي تؤدى فيها الزكاة { ٱثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ ٱللَّهِ } في اللوح المحفوظ { يَوْمَ } من يوم { خَلَقَ ٱلسَّمَاوَات وَٱلأَرْضَ مِنْهَآ } من الشهور { أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ } رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم { ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ } الحساب القائم لا يزيد ولا ينقص { فَلاَ تَظْلِمُواْ } فلا تضروا { فِيهِنَّ } في الشهور { أَنْفُسَكُمْ } بالمعصية ويقال في الأشهر الحرم { وَقَاتِلُواْ ٱلْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً } جميعاً في الحل والحرم { كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً } جميعاً { وَٱعْلَمُوۤاْ } يا معشر المؤمنين { أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلْمُتَّقِينَ } الكفر والشرك والفواحش ونقض العهد والقتال في أشهر الحرم { إِنَّمَا ٱلنَّسِيۤءُ زِيَادَةٌ فِي ٱلْكُفْرِ } يقول تأخير المحرم إلى صفر معصية زيادة مع الكفر { يُضَلُّ بِهِ } يغلط بتأخير المحرم إلى صفر { ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ } يعني المحرم { عَاماً } فيقاتلون فيه { وَيُحَرِّمُونَهُ } يعني المحرم { عَاماً } فلا يقاتلون فيه فإذا أحلوا المحرم حرموا صفر بدله { لِّيُوَاطِئُواْ } ليوافقوا { عِدَّةَ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ } أربعا بالعدد { فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ ٱللَّهُ } يعني المحرم { زُيِّنَ لَهُمْ } حسن لهم { سُوۤءُ أَعْمَالِهِمْ } قبح أعمالهم { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يرشد إلى دينه { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } من لم يكن أهلاً لذلك وكان الذي يفعل هذا رجلاً يقال له نعيم بن ثعلبة { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم { مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ } اخرجوا مع نبيكم { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } في طاعة الله في غزوة تبوك { ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ } اشتهيتم الجلوس على الأرض { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } ما في الحياة الدنيا { مِنَ ٱلآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ } يسير لا يبقى.