الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ }

قوله: { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ ٱلْخَاطِئُونَ }: صفةٌ لـ " غِسْلين ". والعامَّةُ يَهْمِزُون " الخاطِئُون " وهو اسمُ فاعلٍ مِنْ خَطِىءَ يَخْطأ، إذا فَعَلَ غيرَ الصوابِ متعمِّداً، والمُخْطِىءُ مَنْ يفعلُه غيرَ متعمِّدٍ.

وقرأ الزُّهريُّ والعَتكِيُّ وطلحة والحسن " الخاطِيُون " بياءٍ مضمومةٍ بدلَ الهمزة. وقد تقدَّم مثلُه في " مُسْتَهْزِيُون " أولَ هذا الموضوع. وقرأ نافعٌ في روايةٍ، وشيخُه وشَيْبَةُ بطاءٍ مضمومةٍ دونَ همزِ. وفيها وجهان، أحدُهما: أنَّه كقراءةِ الجماعةِ، إلاَّ أنه خُفِّفَ بالحَذْفِ. والثاني: أنه اسمُ فاعلٍ مِن خطا يخطو إذا اتَّبع خطواتِ غيرِه. فيكونُ مِنْ قولِه:لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ ٱلشَّيْطَانِ } [النور: 21] قاله الزمخشري، وقد مَرَّ في أول هذا الموضوع أنَّ نافعاً يَقْرأ " الصابِييْنَ " بدونِ همزٍ، وتقدَّم ما نَقَلَ الناسُ فيها، وعن ابن عباس: ما الخاطُون كلُّنا نَخْطُو. ورَوى عنه أبو الأسودِ الدؤليُّ: " ما الخاطُون، إنما هو الخاطئُون وما الصابُون، إنما هو الصابِئُون ".