فإن قيل: أين جواب " أما " في قوله: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ }؟ قلتُ: هو محذوف، تقديره: فيقال لهم: { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ }. فإن قيل: أين المعطوف عليه بالفاء؟ قلتُ: هو محذوف أيضاً، تقديره: ألم تأتكم رسلي، فلم تكن آياتي تتلى عليكم. قوله تعالى: { وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا } قرأ حمزة: " والساعةَ " بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع، فمن نصب عطف على " الوعد " ، ومن رفع عطف على محل " إنَّ " واسمها. { قُلْتُم } إنكاراً وتكذيباً: { مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ } قيامها { إِلاَّ ظَنّاً }. وباقي الآية توكيد منهم لنفي علمهم بصحة كونها. { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } نترككم في النار { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي: كما تركتم الإيمان به والاستعداد له. قال الزجاج: والدليل على ذلك قوله تعالى: { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ }. { فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } وقرأ حمزة والكسائي: " يَخْرُجُون " بفتح الياء وضم الراء. { وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } يطلب منهم أن يعتبوا ربهم، أي: يرضوه. وهو مُفسّر في المصابيح وغيرها. ثم حمد نفسه جَلَّت عظمته مُعَلِّماً لعباده كيف يحمدونه ويعظمونه فقال: { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ } إلى آخر السورة. والكبرياء: العَظَمَة. وقيل: السلطان والشرف. والله تعالى أعلم.