قوله تعالى: { وَٱرْجُواْ ٱلْيَوْمَ ٱلأَخِرَ } قال عامة المفسرين: الرجاء هاهنا بمعنى: الخشية، المعنى: اخشوا اليوم الذي تجازون فيه بأعمالكم. وقال الزمخشري: المعنى: افعلوا ما ترجون به العاقبة، فأقيم [المسبَّب مقام السبب]، أو أمروا بالرجاء. والمراد: اشتراط ما يسوغه من الإيمان، كما يؤمر الكافر بالشرعيات على إرادة الشرط. { فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ } أي: في أرضهم أو بلدهم. وقيل: أراد الجمع فاكتفى بالواحد. { وَعَاداً وَثَمُودَاْ } أي: وأهلكنا عاداً وثموداً، { وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم } أي: ظهر لكم يا أهل مكة هلاكهم { مِّن } جهة { مَّسَاكِنِهِمْ } فإنهم كانوا يمرون عليها وينظرون إليها، { وَكَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ }. قال الفراء والزمخشري: يعني: كانوا عقلاء ذوي بصائر، أي: أنهم كانوا بسبيل من النظر والاعتبار، ولكنهم لم يفعلوا. وقال أكثر المفسرين: المعنى: وكانوا مستبصرين عند أنفسهم، يحسبون أنهم في ضلالتهم على هدى. وقيل: كانوا مستبصرين: متبيّنين أن العذاب نازل بهم؛ لأن الله تعالى بيّنه لهم وأوضحه على ألسنة الرسل، ولكنهم تمادوا في غيهم حتى هلكوا.