{ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ آدَمَ } اختار آدم بالإسلام { وَنُوحاً } بالإسلام { وَآلَ إِبْرَاهِيمَ } أولاد إبراهيم بالإسلام { وَآلَ عِمْرَانَ } موسى وهارون بالإسلام { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانهم ويقال ليس عمران أبا موسى وهارون { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } بعضها على دين بعض وولد بعضها من بعض { وَٱللَّهُ سَمِيعٌ } لمقالة اليهود: نحن أبناء الله وأحباؤه وعلى دينه { عَلِيمٌ } بعقوبتهم وبمن هو على دينه. واذكر يا محمد { إِذْ قَالَتِ ٱمْرَأَةُ عِمْرَانَ } حنة أم مريم { رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ } جعلت لك { مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً } خادماً لمسجد بيت المقدس { فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } بالإجابة وبما في بطني { فَلَمَّا وَضَعَتْهَا } ولدتها فإذا هي جارية { قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَآ أُنْثَىٰ } ولدتها جارية { وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ } بما ولدت { وَلَيْسَ ٱلذَّكَرُ } في الخدمة والعورة { كَٱلأُنْثَىٰ } كالجارية { وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ } أعتصمها بك وأمنعها بك { وَذُرِّيَّتَهَا } إن كان لها ذرية { مِنَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلرَّجِيمِ } اللعين { فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ } أي أحسن إليها حتى قبلها مكان الغلام { وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً } غذاها في العبادة بالسنين والشهور والأيام والساعات غذاء حسناً { وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } ضمها إليه للتربية { كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ } يعني بيتها الذي كانت تعبد فيه { وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً } فاكهة الشتاء في الصيف مثل القصب وفاكهة الصيف في الشتاء مثل العنب { قَالَ يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا } من أين لك هذا في غير حينه { قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ } أتاني به جبريل { إِنَّ ٱللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ } يعطي من يشاء في حينه وفي غير حينه { بِغَيْرِ حِسَابٍ } بلا تقدير ولا هدر { هُنَالِكَ } عند ذلك { دَعَا } وطمع { زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي } أعطني { مِن لَّدُنْكَ } من عهدك { ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً } ولداً صالحاً { إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ } مجيب الدعاء { فَنَادَتْهُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ } يعني جبريل { وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي ٱلْمِحْرَابِ } في المسجد { أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـىٰ } بولد يسمى بيحيى { مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } بعيسى ابن مريم أن يكون بكلمة من الله مخلوقاً بلا أب { وَسَيِّداً } حليماً عن الجهل { وَحَصُوراً } لم يكن له شهوة إلى النساء { وَنَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } من المرسلين.