{ وَمَن لاَّ يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ } أي النبي عليه السلام { فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ } أي: فليس بالذي يسبق الله حتى لا يبعثه ثم يعذبه. { وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء } أي: يمنعونه من عذاب الله. قال: { أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي: بيّن، يعني من لا يجيب داعي الله. أي لا يؤمن. قوله: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } كقوله:{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } [سورة ق:38] أي من عياء. وذلك أن اليهود أعداء الله قالت: إنه لما فرغ من خلق السماوات والأرض عيي فاستلقى فوضع إحدى رجليه على الأخرى فاستراح، فأنزل الله: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } أي: من شمس وقمر ونجوم وسحاب ومطر وريح وليل ونهار وماء ومدر وحجر، وكل ما بينهما مما يرى وما لا يرى { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ }. وقال: { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ } قال: { بِقَادِرٍ } على أن يخلق مثلهم وبقادر { عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }. قوله: { وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ } أي: يقال لهم هذا، في تفسير الحسن، يقال لهم هذا وهم في النار. أليس هذا بالحق الذي كنتم توعدون في الدنيا. { قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ }. قوله: { فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ } قال بعضهم: أولو العزم من الرسل خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام. يقول: اصبر يا محمد كما صبروا هم جميعاً. وأولو العزم في تفسير الحسن أولو الصبر. وبعضهم يقول: أولو الحزم. وتفسير الكلبي: يعني من أمر بالقتال من الرسل. قال: { وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ } يعني المشركين: لا تستعجل لهم بالعذاب. كقوله:{ فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا } [الطارق:17]. وهذا وعيد لهم. { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } يعني العذاب { لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاَغٌ } تفسير الحسن: في هذا الذي وصفت من إهلاك القرون، وفيما أخبر أنه يهلك كفار آخر هذه الأمة بقيام الساعة بلاغ. وفيها إضمار: يقول: في هذا الذي أخبرت بلاغ. { فَهَلْ يُهْلَكُ } أي: بعد البلاغ { إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } أي: المشركون.