قوله: { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ } الآية. المعنى: وإن كان يا محمد عظُم عليك إعراض هؤلاء المشركين عنك وعن تصديقك، فلم تصبر، فعظم عليك أن يعرضوا إذ سألوا أن تنزل عليهم ملكاً، { فَإِن ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقاً فِي ٱلأَرْضِ } أي: سرباً فتذهب فيه، { أَوْ سُلَّماً فِي ٱلسَّمَآءِ } تصعد فيه، - (في) بمعنى " إلى " -، { فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ } ، فافعل. (و) السلم: المصعد هو مشتق من السلامة، كأنه يسلمك إلى الموضع الذي تريد. وجواب الشرط هنا محذوف، المعنى فافعل ذلك. قوله: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ }. أي على كلمة الحق، لفعل، ولكنه لم يفعل لسابق علمه أنه يهدي من يشاء ويضل من يشاء، فليس الاهتداء بفعل للعبد، بل هو لله، يوفق من يشاء ويخذل من يشاء. { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ } أي: ممن لا يعلم أن الله لو شاء لجمع على الهدى جميع خلقه، وهذا يدل على رد (قول) من زعم أنْ ليس عند الله لطف يوفق به الكافر حتى يؤمن. وقيل: معنى الخطاب لأمة محمد، والمعنى: فلا تكونوا من الجاهلين. ومثله في القرآن كثير.