الرئيسية - التفاسير


* تفسير حقائق التفسير/ السلمي (ت 412 هـ) مصنف و مدقق


{ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ }

قال عبد العزيز المكى: لهم فى الجنة ما تبلغه أمانيهم من النعيم ثم نزيدهم من عندنا ما لا يبلغه السمع وهو شهيد.

قال الشبلى: موعظة القرآن لمن كان له قلب حاضر مع الله لا يغفل عنه طرفة عين.

قال يحيى بن معاذ: القلب قلبان قلب قد احتشى باشتغال الدنيا حتى إذا حضر أمر من أمر الطاعات لم يدر ما يصنع من شغل قلبه بالدنيا وقلب قد احتشى بأحوال الآخرة حتى إذا حضر أمر من أوامر الدنيا لم يدر ما يصنع لذهاب قلبه فى الآخرة فانظر كم بين بركة تلك الأوهام وشؤم هذه الأشغال الفانية التى أقعدتك عن الطاعات.

قال أبو بكر الوراق: للقلب ستة أشياء حياة وموت وصحة وسقم ويقظة ونوم، فحياته الهدى وموته الضلالة وصحته الطهارة والصفا وعلته الكدورة والعلاقة ويقظته الذكر ونومه الغفلة ولكل واحد من ذلك علامات فعلامات الحياة الرغبة والرهبة والعمل بهما والميت بخلاف ذلك وعلامات الصحة القوة واللذة والسعى والسقم بخلاف ذلك وعلامات اليقظة السمع والبصر والتدبير والمنام بخلاف ذلك.

قال جعفر: يعنى قلباً يسمع ويعقل ويبصر فكل ما سمع الخطاب بلا واسطة فيما بينه وبين الخلق يغفل ما مر عليه بالإيمان والإسلام من غير مسألة ولا شفيع ولا وسيلة كانت له عند الله فى الأزل ويبصر قدرة القادر البارئ فى نفسه وملكوته وأرضه وسمائه فاستدل بها على وحدانيته وفردانيته وقدرته ومشيئته.

قال بعضهم: { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } قال: ما كان عليه قلوب الأبرار والأخيار.

قال بعضهم: من كان له قلب سليم من الأعراض سليم من الأمراض.

وقال الحسين: لمن كان له قلب قال: لا يخطر فيه إلا شهود الرب وأنشد لنفسه:
أنعى إليك قلوباً طالما هطلت   سحائب الوحى فيها أبحر الحكم
قال ابن عطاء: قلب لاحظ الحق بعين التعظيم فدان له وانقطع إليه عما سواه.

قال الواسطى رحمة الله عليه: أى لذكرى لقوم واحد لا لسائر الناس: { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } أى فى الأزل وهم الذين قال الله تعالى:أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } [الأنعام: 122].

قال ابن سمعون: { لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } يعنى يعرف آداب الخدمة وآداب القلب ثلاثة أشياء فالقلب إذا ذاق طعم العبادة عتق من رق الشهوة فمن وقف عن شهوته فقد وجد ثلاثة آداب ومن افتقر إلى ما لم يجد بعد الاشتغال بما وجد ثلثى الأدب والثالث هو الامتلاء بالذى بدأ بالفضل عند الوفاء تفضلاً.

قال محمد بن على: موت القلب من شهوات النفوس فكلما رفض شهوته نال من الحياة بقسطها.

قال القاسم فى قوله: { أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } قال: هم الأنبياء فإن الله خلقهم للمشاهدة يشهدون له بقلوبهم عند إقبالهم وإدبارهم فإنه المنشئ والمبدئ والمعيد.

السابقالتالي
2