{ فأوجس منهم خيفة } أَيْ: وقع في نفسه الخوف منهم، وقوله: { فأقبلت امرأته في صرَّة } أَيْ: أخذت تصيح بشدَّةٍ { فَصَكَّتْ } لطمت { وجهها وقالت }: أنا { عجوز عقيم } فكيف ألد؟ { قالوا كذلك } كما اخبرناك { قال ربك } أي: نخبرك عن الله لا عن أنفسنا { إنَّه هو الحكيم العليم } يقدر أن يجعل العقيم ولوداً، فلمَّا قالوا ذلك علم إبراهيم أنَّهم رسلٌ، وأنَّهم ملائكة [صلوات الله عليهم]. { قال: فما خطبكم } أي: ما شأنكم وفيمَ أُرسلتم؟ { قالوا إنا أُرسلنا إلى قومٍ مجرمين } يعنون قوم لوط. { لنرسل عليهم حجارة من طين } يعني: السِّجيل. { مسوَّمة عند ربك للمسرفين } مًعلَّمة على كلِّ حجرٍ منها اسم مَنْ يهلك به. { فأخرجنا مَنْ كان فيها } يعني: من قرى قوم لوطٍ { من المؤمنين }. { فَمَا وجدنا فيها غير بيت من المسلمين } يعني: بيت لوطٍ عليه السَّلام. { وتركنا فيها } بأهلاكهم { آية } علامة للخائفين تدلُّ على أنَّ الله أهلكهم. { وفي موسى } عطفٌ على قوله: " وفي الأرض ". { إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين } بحجَّةٍ واضحةٍ. { فتولى } فأعرض عن الإيمان { بركنه } مع جنوده وما كان يتقوَّى به. وقوله: { وهو مليم } أَيْ: أتى ما يُلام عليه. { وفي عاد } أيضاً آيةٌ { إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم } وهي التي لا بركة فيها، ولا تأتي بخيرٍ. { ما تذر من شيء أتت عليه إلاَّ جعلته كالرميم } كالنَّبت الذي قد تحطَّم.