قال: { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } أي: الإِنس والشياطين { قَالُوا } أي: قالت الإِنس: { إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ }. قال مجاهد: أي: من قبل الدين، فصددتمونا عنه، وزيّنتم لنا الضلالة في تفسير الكلبي. وقال بعضهم: (عَنِ اليَمِينِ) أي: من قبل الخير فتثبطوننا عنه، وهو واحد.
{ قَالُوا } أي: قالت الشياطين للمشركين من الإِنس: { بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ } كقوله: { فَإِنَّكُمْ } يا بني إبليس، { وَمَا تَعْبُدُونَ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } أي: لستم بمضلي أحد{ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ } [الصافات: 161-163] [وقال بعضهم: { وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ } أي: من ملك فنقهركم به على الشرك] { بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ } تقوله الشياطين للمشركين. { فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ } أي: العذاب، { فَأَغْوَيْنَاكُمْ } أي: فأضللناكم، يقوله الشياطين للمشركين. { إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ } أي: إنا كنا ضالّين.
قال الله: { فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ } أي: يقرن كل واحد منهم هو وشيطانه في سلسلة واحدة. قال: { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ } أي: المشركين.
{ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لآ إِلَهَ إِِلاَّ اللهُ يَسْتَكْبِرُونَ } أي: عنها { وَيَقُولُونَ } يعني المشركين { أَئِنَّا لَتَارِكُوا ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ } يعنون النبي عليه السلام. أي: لا نفعل.
قال الله: { بَلْ جَآءَ } يعني محمداً { بِالْحَقِّ } أي: بالتوحيد { وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ } قبله. { إِنَّكُمْ لَذَآئِقُوا الْعَذَابِ الأَلِيمِ } أي: الموجع، يقوله للمشركين، يعني عذاب جهنم. قال: { وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }.