{ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَآءُ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي: الذين أحسنوا أعمالهم وأصلحوها { لِيُكَـفِّرَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ ٱلَّذِي كَـانُواْ يَعْمَلُونَ * أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ } أي: نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يعصمه من كل سوء، ويدفع عنه كل بلاء في مواطن الخوف { وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } يعني: الأوثان التي عبدوها من دونه تعالى، وهذه تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما قالت له قريش: إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا، ويصيبك مضرتها لعيبك إياها. كما قال قوم هود:{ إِن نَّقُولُ إِلاَّ ٱعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوۤءٍ } [هود: 54]. { وَمَن يُضْـلِلِ ٱللَّهُ } أي: من غفل عن كفايته تعالى وعصمته له عليه الصلاة والسلام، وخوفه بما لا ينفع، ولا يضر أصلاً { فَمَا لَهُ مِنْ هَـادٍ * وَمَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } أي: يصرفه عن مقصده، أو يصيبه بسوء يخل بسلوكه؛ إذ لا راد لفضله، ولا معقب لحكمه { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي ٱنتِقَامٍ } أي: ينتقم من أعدائه لأوليائه.