قوله تعالى: { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ } أي من المعجزات لموسى. { مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } قال قتادة: الآيات إنجاؤهم من فرعون وفلق البحر لهم، وتظليل الغمام عليهم وإنزال المَنّ والسَّلْوَى. ويكون هذا الخطاب متوجِّهاً إلى بني إسرائيل. وقيل: إنها العصا واليد. ويشبه أن يكون قول الفرّاء. ويكون الخطاب متوجهاً إلى قوم فرعون. وقول ثالث ـ إنه الشر الذي كَفّهم عنه والخير الذي أمرهم به قاله عبد الرحمٰن بن زيد. ويكون الخطاب متوجهاً إلى الفريقين معاً من قوم فرعون وبني إسرائيل. وفي قوله: { بَلاَءٌ مُّبِينٌ } أربعة أوجه: أحدها ـ نعمة ظاهرة قاله الحسن وقتادة. كما قال الله تعالى:{ وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً } [الأنفال: 17]. وقال زهير:
فأبلاهما خيرَ البلاءِ الذي يَبْلُو
الثاني ـ عذاب شديد قاله الفرّاء. الثالث ـ اختبار يتميز به المؤمن من الكافر قاله عبد الرحمٰن بن زيد. وعنه أيضاً: ابتلاؤهم بالرخاء والشدة ثم قرأ:{ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35].