{ قَالَ } أي: قال لوط: { رَبِّ انصُرْنِي عَلَى القَوْمِ المُفْسِدِينَ } أي: المشركين، وهو أعظم الفساد، والمعاصي كلها من الفساد، وأعظمها الشرك، وكانوا على الشرك جاحدين لنبيّهم.
قال: { وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا } يعني الملائكة { إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى } أي: بإسحاق وذلك أن الملائكة لما بعثت إلى قوم لوط بعذابهم مرّوا بإبراهيم فسألوه الضيافة، فلما أخبروه أنهم أرسلوا بعذاب قوم لوط بعدما بشّروه بإسحاق { قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ القَرْيَةِ } يعنون قرية قوم لوط { إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ } أي: مشركين.
{ قَالَ } لهم إبراهيم { إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ }.
قال: { وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً } يعني الملائكة { سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } يعني سيء بقومه الظن، أي: بما كانوا يأتون الرجال في أدبارهم، تخوفهم على أضيافه، وهو يظن أنهم آدميون. قال: { وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } أي: ضاق بأضيافه الذرع، لما تخوّف عليهم [من عمل قومه]. { وَقَالُوا } أي: الملائكة قالت للوط: { لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ }.