قوله عز وجل: { وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ } يعني كفارها في تفسير الحسنى { جَاثِيَةً } أي: على ركبها في تفسير بعضهم: وقال مجاهد: أي: على الركب مستوفزين. وقال الكلبي: { جَاثِيَةً }: جميعاً، يعني جُثًى، والجثوة عنده جماعة. قال: { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا } أي: إلى حسابها، وهو الكتاب الذي كتبته الملائكة من أعمالهم. { الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ } أي: يقال لهم: اليوم تجزون { مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. { هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. ذكروا عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أول ما خلق الله القلم، فقال: اكتب. قال: رَبّ، وما أكتب؟ قال: ما هو كائن، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة؛ فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخميس فيجدونه على ما في الكتاب. وزاد فيه بعضهم: { هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }. ثم قال:ألستم قوماً عرباً؟ هل يكون النسخ إلا من كتاب. قال: { فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ } أي: الجنة { ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ } أي: البيّن. والفوز. النجاة من النار إلى الجنة. كقوله:{ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } [آل عمران:185]. قال: { وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا أَفَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ } أي: يقول الله لهم يوم القيامة. (أَلَمْ تَكُن ءَايَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ) { فَاسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين.