أخرج ابن إسحق وابن جرير عن ابن عباس أن قريشاً لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم: احبسوه في وثاق، وتربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من قبله من الشعراء زهير والنابغة، إنما هو كأحدهم فأنزل الله في ذلك من قولهم { أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون }. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { ريب المنون } قال: الموت. وأخرج ابن الأنباري في الوقت والابتداء عن ابن عباس قال: ريب: شك، إلا مكاناً واحداً في الطور { ريب المنون } يعني حوادث الأمور، قال الشاعر:
تربص بها ريب المنون لعلها
تطلق يوماً أو يموت حليلها
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { ريب المنون } قال: حوادث الدهر، وفي قوله { أم هم قوم طاغون } قال: بل هم قوم طاغون. وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { أم تأمرهم أحلامهم } قال: العقول. وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله { فليأتوا بحديث مثله } قال: مثل القرآن، وفي قوله: { فليأت مستمعهم } قال: صاحبهم، وفي قوله { أم تسألهم أجراً فهم من مغرم مثقلون } يقول: أسألت هؤلاء القوم على الإِسلام أجراً فمنعهم من أن يسلموا الجعل، وفي قوله { أم عندهم الغيب } قال: القرآن. وأخرج البخاري والبيهقي في الأسماء والصفات عن جبير بن مطعم رضي الله عنه: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور، فلما بلغ هذه الآية { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون } الآيات، كاد قلبي أن يطير. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم في قوله { أم هم المسيطرون } قال: المسلطون. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { أم هم المسيطرون } قال: أم هم المنزلون والله تعالى أعلم.