الرئيسية - التفاسير


* تفسير أضواء البيان في تفسير القرآن/ الشنقيطي (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ }

قال البخاري، عن ابن عباس رضي الله عنهما: شانؤك: عدوك اهـ.

والأبتر: هو الأقطع الذي لا عقب له.

وأنشد أبو حيان، قول الشاعر:
لئيم بدت في أنفه خنزوانة   على قطع ذي القربى أجذ أباتر
وقال: شانئك: مبغضك.

وفي هذه الآية يخبر سبحانه وتعالى: أن مبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأقطع.

فقيل: نزلت في العاصي بن وائل.

قال لقريش: دعوه، فإنه أبتر لا عقب له، إذا مات استرحتم، فأنزلها الله تعالى رداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد جاء مصداقها بالفعل في قوله تعالى: في غزوة بدر في قوله تعالى:وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ ٱلْكَافِرِينَ } [الأنفال: 7].

فقتل صناديد قريش، وصدق الوعيد فيهم.

ومثله عموم قوله تعالى:فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [الأنعام: 45].

وجاء:تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } [المسد: 1].

فهي في معناها أيضاً.

وبقي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقبه من آل بيته، وفي أمته كلها.

كما تقدم في قوله تعالى:وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ } [الشرح: 4].