{ فَٱلمُورِيَـٰتِ قَدْحاً } قال عكرمة وعطاء والضحاك ومقاتل والكلبي: هي الخيل توري النار بحوافرها إذا سارت في الحجارة، يعني: والقادحات قدحاً يقدحن بحوافرهن. وقال قتادة: هي الخيل تهيج الحربَ ونارَ العداوة بين فرسانها. وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: هي الخيل تغزو في سبيل الله ثم تأوي بالليل إلى مأواها فيورون نارهم ويصنعون طعامهم. وقال مجاهد وزيد بن أسلم: هي مكر الرجال، يعني رجال الحرب، والعرب تقول إذا أراد الرجل أن يمكر بصاحبه: أما والله لأقدحن لك ثم لأُورِيَنَّ لك. وقال محمد بن كعب: هي النيران تجتمع. { فَٱلْمُغِيرَٰتِ صُبْحاً } ، هي الخيل تغير بفرسانها على العدو عند الصباح، هذا قول أكثر المفسرين. وقال القرظي: هي الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من جَمْع إلى مِنًى، والسُّنَّةُ أن لا تدفع يركبانها يوم النحر حتى تصبح، والإغارة سرعة السير، ومنه قولهم: أشرق ثبير كيما نغير. { فَأَثَرْنَ بِهِ } ، أي هيَّجن بمكان سيرهن كناية عن غير مذكور لأن المعنى مفهوم، { نَقْعَاً } ، غباراً والنَّقْع: الغبار. { فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً } ، أي دخلن به وسط جمع العدو، وهم الكتيبة يقال: وَسَطْتُ القوم بالتخفيف، ووسَّطتهم بالتشديد وتوسَّطهم بالتشديد كلها بمعنى واحد. قال القرظي: هي الإبل توسط القوم يعني جَمْع منى هذا موضع القسم، أقسم الله بهذه الأشياء.