{ مَّا خَلْقُكُمْ وَلاَ بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ وَٰحِدَةٍ } ، يعني كخلق نفس واحدة وبعثها لا يتعذر عليه شيء، { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }. { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيْلَ فِى ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِى ٱلَّيْلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِىۤ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }. { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْحَقُّ } ، أي: ذلك الذي ذكرت لتعلموا أن الله هو الحق، { وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ ٱلْبَـٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْعَلِىُّ ٱلْكَبِيرُ }. { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱلْفُلْكَ تَجْرِى فِى ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَتِ ٱللَّهِ } ، يريد أن ذلك من نعمة الله عليكم، { لِيُرِيَكُمْ مِّنْ ءَايَـٰتِهِ } ، عجائبه، { إِنَّ فِى ذَلِكَ لاََيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ } ، على أمر الله، { شَكُورٍ } ، لنعمه. { وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَّوْجٌ كَٱلظُّلَلِ } قال مقاتل: كالجبال. وقال الكلبي: كالسحاب. والظل جمع الظلة شبه بها الموج في كثرتها وارتفاعها، وجعل الموج، وهو واحد، كالظلل وهي جمع، لأن الموج يأتي منه شيء بعد شيء، { دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـٰهُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ } ، أي: عدل موفٍ في البر بما عاهد الله عليه في البحر من التوحيد له، يعني: ثبت على إيمانه. نزلت في عكرمة بن أبي جهل هرب عام الفتح إلى البحر فجاءتهم ريح عاصف، فقال عكرمة: لئن أنجاني الله من هذا لأرجعن إلى محمد صلى الله عليه وسلم ولأضعن يدي في يده، فسكنت الريح، فرجع عكرمة إلى مكة فأسلم وحسن إسلامه. وقال مجاهد: فمنهم مقتصد في القول مضمر للكفر. وقال الكلبي: مقتصد في القول، أي: من الكفار، لأن بعضهم كان أشد قولاً وأغلى في الافتراء من بعض، { وَمَا يَجْحَدُ بِـئَايَـٰتِنَآ إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ } ، والختر أسوأ الغدر.