قوله تعالى: { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ } - إلى قوله تعالى- { مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ } [25- 29] 10086/ [1]- علي بن إبراهيم: في قوله: { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } ، قال: المناع: الثاني، و الخير: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، و حقوق آل رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و لما كتب الأول كتاب فدك بردها على فاطمة (عليها السلام)، منعه الثاني، فهو: { مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ * ٱلَّذِي جَعَلَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ } ، قال: هو ما قالوا: نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة و الخمس. قال: و أما قوله: { قَالَ قرِينُهُ } ، أي شيطانه، و هو الثاني { رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ } ، يعني الأول { وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } ، فيقول الله لهما: { لاَ تَخْتَصِمُواْ لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِٱلْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ ٱلْقَوْلُ لَدَيَّ } ، أي ما فعلتم لا يبدل حسنات، ما وعدته لا اخلفه. قوله تعالى: { وَمَآ أَنَاْ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ } [29] 10087/ [2]- ابن بابويه: بإسناده، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: سألته عن الله عز و جل، هل يجبر عباده على المعاصي؟ فقال: “بل يخيرهم و يمهلهم حتى يتوبوا”. قلت: فهل يكلف عباده ما لا يطيقون؟ فقال: “و كيف يفعل ذلك و هو يقول:{ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } [فصلت: 46]“. ثم قال (عليه السلام): “حدثني أبى موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد (عليهما السلام)، أنه قال: من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي أو يكلفهم ما لا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته، و لا تقبلوا شهادته، و لا تصلوا وراءه، و لا تعطوه من الزكاة شيئا”.