قال عز وجل: { مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ } أي: بشركهم { أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً } أي: فوجب لهم النار { فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُم مِّن دُونِ اللهِ أَنصَاراً } يمنعونهم من عذاب الله.
{ وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً } أي: أحداً. وهذا حين أذن الله له بالدعاء عليهم. { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُواْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } أي: إن هم ولدوا وليداً فأدرك كفر. وهو شيء علمه نوح من قِبَل الله وهو قوله: { وَأُوْحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ }. قال نوح: { رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ }. قال الحسن: كانا مؤمنين { وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً } قال بعضهم: (مَنْ دَخَلَ بَيْتِي) يعني مسجدي (مُؤمِناً) { وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً } أي: إلا هلاكاً. وذلك حين أمر بالدعاء عليهم فاستجاب الله له فأغرقهم.