{ إِنَّ يَوْمَ ٱلْفَصْلِ } القضاء { كَانَ مِيقَاتاً } يوافونه كلهم { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ } قال محمد يوم ينفخ بدل من يوم الفصل. { فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } أمة أمة { وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } مثل هذا السراب تراه ليس بشيء { إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَاداً } أي ترصد من حق عليه العذاب والصراط عليها فمن كان من أهلها هوي فيها ومن لم يكن من أهلها حاد عنها إلى الجنة { لِّلطَّاغِينَ } المشركين { مَآباً } مرجعا { لاَّبِثِينَ فِيهَآ أَحْقَاباً } أي تأتي عليهم الأحقاب لا تنقطع أبدا والحقب ثمانون عاما والسنة ثلاثمائة وستون يوما كل يوم ألف يوم من أيام الدنيا { لاَّ يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْداً } هي مثل قوله { لا بارد ولا كريم } [الواقعة: 44] وقال بعضهم البرد النوم. قال محمد سمي بذلك لأنه يبرد فيه عطش الإنسان. { وَلاَ شَرَاباً * إِلاَّ حَمِيماً وَغَسَّاقاً } الحميم الذي لا يستطاع من حره والغساق القيح الغليظ المنتن وبعضهم يقول الغساق الذي لا يستطاع من شدة برده وهو الزمهرير { جَزَآءً وِفَاقاً } أي وافق أعمالهم الخبيثة قال محمد وفاقا من وافقه موافقة. { إِنَّهُمْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ } لا يخافون { حِسَاباً } لا يقرون بالبعث { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا كِذَّاباً } تكذيبا { وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً } أحصت الملائكة على العباد أعمالهم وهي عند الله محصاة في أم الكتاب. قال محمد كل منصوب بمعنى وأحصينا كل شيء أحصيناه و كتابا توكيدا لأحصيناه المعنى كتبناه كتابا. قوله { فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } قال عبد الله بن عمرو ما نزل على أهل النار آية هي أشد منها فهم في زيادة من العذاب أبدا.