{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَـٰتِكُم بِٱلْمَنّ وَٱلأَذَىٰ } فالله تعالى أمر عباده برأفته أن لا يمنوا بصدقاتهم لكي [لا يذهب] أجرهم ثم ضرب لذلك مثلاً فقال تعالى: { كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ ٱلنَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } يعني المشرك إذا تصدق فأبطل الشرك صدقته كما أبطل المن والأذى صدقة المؤمن ثم ضرب لهما مثلاً جميعاً لصدقة المؤمن الذي يمن وبصدقة المشرك فقال تعالى: { فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ } قال القتبي الصفوان الحجر الذي لا ينبت عليه شيء يعني كمثل حجر صلب عليه تراب { فَأَصَابَهُ وَابِلٌ } [يعني المطر الشديد { فَتَرَكَهُ صَلْدًا } ] يعني المطر ترك الصفا نقياً أجرد أملس ليس عليه شيء من تراب فكذلك نفقة صاحب الرياء ونفقة المشرك لم يبق [لهما] ثواب. ثم قال تعالى: { لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُواْ } { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } أي لا يجدون للصدقة ثواباً في الآخرة وهذا كما قال في آية أخرى و{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ } [إبراهيم: 18] [ { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْكَـٰفِرِينَ } يعني لا يرشدهم إلى الإسلام والإخلاص ولا يوفقهم الله بل يخذلهم مجازاة لكفرهم] ثم ضرب مثلاً لنفقة المؤمن الذي يريد بنفقته وجه الله تعالى ولا يمن بها.