{ قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } كلام حسن لأخيك في المغيب بالدعاء والثناء { وَمَغْفِرَةٌ } تجاوز عن مظلمة { خَيْرٌ } لك وله { مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذىً } تمن بها عليه وتؤذيه بذلك { وَٱللَّهُ غَنِيٌّ } عن صدقة المنان { حَلِيمٌ } إذ لم يعجل بعقوبة المنة { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم } أجر صدقاتكم { بِٱلْمَنِّ } على الله معناه العجب { وَٱلأَذَىٰ } لصاحبها { كَٱلَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَآءَ ٱلنَّاسِ } سمعة الناس { وَلاَ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } بالبعث بعد الموت { فَمَثَلُهُ } مثل صدقة المنان وصدقة المشرك { كَمَثَلِ صَفْوَانٍ } حجر { عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ } مطر شديد { فَتَرَكَهُ صَلْداً } أجرد نقياً بلا تراب { لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ } على ثواب شيء في الآخرة { مِّمَّا كَسَبُواْ } أنفقوا في الدنيا يقول لا يجد المنان والمؤذي ثواب صدقته كما لا يوجد على الصفوان التراب بعد ما أصابه المطر الشديد { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي } لا يثيب { ٱلْقَوْمَ ٱلْكَافِرِينَ } والمرائين بنفقتهم في الشرك والرياء كذلك المنان لا يثيبه الله بنفقته { وَمَثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ } مثل أموال الذين ينفقون أموالهم { ٱبْتِغَآءَ مَرْضَاتِ ٱللَّهِ } طلب رضا الله { وَتَثْبِيتاً مِّنْ أَنْفُسِهِمْ } تصديقاً وحقيقة ويقيناً من قلوبهم بالثواب { كَمَثَلِ جَنَّةٍ } بستان { بِرَبْوَةٍ } بمكان مرتفع مستو { أَصَابَهَا وَابِلٌ } مطر شديد كثير { فَآتَتْ أُكُلَهَا } أخرجت ثمرها { ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ } مطر كثير { فَطَلٌّ } فرش مثل الرذاذ يعني الندى وهذا مثل نفقة المؤمن إذا كان الإخلاص والخشية قليلة أو كثيرة يضاعف ثوابها كما يضاعف ثمرة البستان { وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تنفقون { بَصِيرٌ*أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ } يتمنى أحدكم { أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ } بستان { مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ } كروم { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } تطرد الأنهار من تحت شجرها ومساكنها وغرفها { لَهُ فِيهَا } في الجنة { مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } من ألوان الثمرات { وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ } عجزة عن الحيلة { فَأَصَابَهَآ } يعني تلك الجنة { إِعْصَارٌ } يعني ريح حار أو بارد { فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ } العلامات بالأمر والنهي { لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } لكي تتفكروا في أمثال القرآن وهذا مثل الكافرين في الآخرة يكونون بلا حيلة ولا رجوع إلى الدنيا كما أن هذا الكبير بقي بلا حيلة ولا رجوع إلى قوته وشبابه.