{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ } أي: هو يحشر الخلق يوم القيامة { إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } أي: حكيم في أمره، عليم بخلقه. قوله: { وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } الصلصال التراب اليابس الذي تجمّع، يسمع له صلصلة. وقال في آية أخرى:{ خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } [الرحمن:14]. يعني الذي يجف من الطين المنتن. وقال مجاهد: الصالّ، يعني المنتن، أي: قد صلّ، مثل قوله: { مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } أي: الطين المنتن. ذكروا عن ابن عباس قال: المنتن. قال الحسن: نشأ ذريته على صورته. قوله: { وَالجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ } الجان، يعني إبليس في تفسير بعضهم. خلقناه من قبل، قال الحسن: أي: من قبل آدم. { مِن نَّارِ السَّمُومِ } أي: سموم جهنم. قوله: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ } فكانت الطاعة لله، والسجدة لآدم. قال الحسن: إن إبليس أمره الله بالسجود كما أمر الملائكة، وإنه ليس من الملائكة، وإن الملائكة خلقوا من نور، وخلق إبليس من النار[وقال ابن عباس: لو لم يكن إبليس من الملائكة لم يؤمر بالسجود]. قال: { إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ } قال الحسن: أبى أن يسجد معهم. وكان لإِبليس اسم قبل أن يعصي الله، فسمّاه حين عصى إبليسَ. وأبلس من الإِبلاس، والإِبلاس هو الإِياس من رحمة الله. كقوله:{ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } [الأنعام:44] أي: آيسون من رحمة الله. وكقوله:{ لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } [الزخرف:75] أي: آيسون من رحمة الله.