قوله: { وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } أي أنزل علينا صبراً { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الكَافِرِينَ }.
قال الله: { فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَءَاتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ }. والحكمة هاهنا النبوّة. { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ } من الوحي الذي كان يأتيه من الله.
قوله: { وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ } ذكر بعض المفسّرين قال: يبتلى المؤمن بالكافر ويعافى الكافر بالمؤمن.
قال: { تِلْكَ ءَايَاتُ اللهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ المُرْسَلِينَ }.
قوله: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ } قال الحسن: بما أتاهم الله من النبوّة والرسالة، فقال: { مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ } وهو كقوله:{ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ } [الإِسراء:55]. قال الحسن: يعني في الدنيا على وجوه ما أعطوا.
ذكر بعضهم أنه قيل: " يا رسول الله، كم المرسلون؟ قال: ثلاثمائة وبضعة عشر، الجمّ الغفير. قيل يا رسول الله، أكان آدم نبيّاً مكلّماً أم لم يكن مكلّماً؟ قال:بل كان نبياً مكلماً ".
قوله: { وَءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ البَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ } قال الحسن: أيّدناه: أعناه بروح القدس، والقدس الله، والروح جبريل.
قوله: { وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ } قال بعضهم: من بعد موسى وعيسى. { وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَّنْ ءَامَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }.