{ فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } أي نفخ في الصوّر. حدّثنا أبو محمد المخلدي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الحفوظي قال: حدّثنا عبد الله بن هشام قال: حدّثنا أسباط بن محمد القرشي عن مطرف عن عطية عن ابن عباس في قوله سبحانه: { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته يستمع متى يؤمر فينفخ " وقال أصحاب رسول الله كيف نقول؟ قال: " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا ". { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } أخبرنا أبو جعفر [محمد] الحلقاني قال: حدّثنا أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه قال: حدّثنا عمران بن موسى قال: حدّثنا هدية بن خلد القيسي، قال: حدّثنا أبو حباب القصاب قال: أمَّنا زرارة بن أوفى فلما بلغ { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } الآية: خرّ ميتاً. { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ } أي خلقته في بطن أمه { وَحِيداً } فريداً لا مال له ولا ولد. نزلت في الوليد بن المغيرة المخزومي. قال ابن عباس وكان يسمى: الوحيد في قومه. { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } أي كثيراً وقيل: ما يمدّ بالنماء كالزرع والضرع والتجارة واختلفوا في مبلغه. فقال: مجاهد وسعيد بن جبير: ألف دينار. قتادة: أربعة آلاف دينار. سفيان الثوري: ألف ألف. النعمان بن سالم: كان ماله أرضاً. ابن عباس: سبعة آلاف مثقال فضة. مقاتل: كان له بستاناً بالطائف لا ينقطع ثماره شتاء ولا صيفاً، دليله{ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ } [الواقعة: 30]. وروى ابن جريح عن عطاء عن عمر في قوله سبحانه: { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } قال: غلّة شهر. بشهر. { وَبَنِينَ شُهُوداً } حضوراً معه بمكة لا يغيبون عنه. قال سعيد بن جبير: كانوا ثلاثة عشر ولداً. مجاهد وقتادة: كانوا عشرة. مقاتل: كانوا سبعة كلّهم رجال، وهم: الوليد بن الوليد وخالد بن الوليد وعماره بن الوليد وهشام بن الوليد والعاص بن الوليد وقيس بن الوليد وعبد شمس بن الوليد، أسلم منهم ثلاثة: خالد وهشام وعمارة، قالوا: فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك. { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } أي بسطت له في العيش بسطاً، وقال ابن عباس: يعني المال بعضه على بعض كما تمهد الفرش { ثُمَّ يَطْمَعُ } يرجو { أَنْ أَزِيدَ } مالا وولداً أو تمهيداً في الدنيا { كَلاَّ } قطع الرجاء عمّا كان يطمع فيه ويكون متّصلا بالكلام الأوّل وقيل: قسم أي حقاً وتكون ابتداء آية. { إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } معناداً { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } سأكلّفه مشقّة من العذاب لا راحة له منها. أخبرني ابن فنجويه قال: حدّثنا ابن حمدان قال: حدّثنا ابن سعيد قال: حدّثنا أحمد بن صالح قال: حدّثنا عبد الله بن وهب قال: أخبرني عمرو بن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن النبي (عليه السلام) { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } قال: " هو جبل في النار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده ذابت وإذا رفعها عادت وإذا وضع رجله ذابت وإذا رفعها عادت ".