الرئيسية - التفاسير


* تفسير خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1419 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

الكلام هنا عن قوم هود، فلما دعاهم إلى عبادة الله وحده { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا.. } [الأحقاف: 22] يعنى: تصرفنا { عَنْ آلِهَتِنَا.. } [الأحقاف: 22] أي المدَّعاة. والإفك: قَلْب الشيء على وجهه، وصرف الحق إلى الباطل، والصدق إلى الكذب. ومنه قوله تعالىِ:وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } [النجم: 53] وهي القرى التي قلبها اللهُ رأساً على عَقِب { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ.. } [الأحقاف: 22] أي: من العذاب { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } [الأحقاف: 22] والعذاب الذي يعدهم به لا يأتيهم في الحال إنما يوم القيامة لكنهم يستعجلونه. لذلك خاطبهم بقوله:أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ الآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } [يونس: 51]، وقال:يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } [الذاريات: 13-14]. فهم يستعجلون العذاب لأنهم لا يؤمنون به ويُكذِّبونه، ولو أنهم يؤمنون به ما استعجلوه. ثم يرد عليهم بالجواب الطبيعى: { قَالَ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ... }.