الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ) مصنف و مدقق


{ فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ ٱلْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَآ أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَآ إِنَّ ٱلشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌ مُّبِينٌ }

891- عبد الرزاق، قال: أخبرنا مَعْمَر، عن قتادة، في قوله تعالى: { بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا }: [الآية: 22]، قال: كانا لاَ يريانِ سَوءاتهمَا، فقال آدم، يا رب! أرأيت إن تبتُ فاسْتَغْفَرت؟ قال: إذاً أدخلك الجنة، وأما إبليس فلم يستغفر، وإنَّما سأل: النَّظِرَةَ. فأعطى كلَّ واحِدٍ منهما الذي سأل.

892- حَدَّثَنا عَبْدُ الرزاقِ، قال: أنبأنا عُمر بن عبد الرحمن بن درية، قال: سمعتُ وهب بن منبه يقولُ: لما أَسْكَنَ الله تعالى آدم الجنَّةَ وزوجته، ونهاهُ عن الشجرة، وكانت الشجرة غصونُهَا يتشعبُ بعضها في بعض، وكان لها ثمر تأكُلُها الملائكةُ لخلودهم، وهي الشجرة التي نهى الله تعالى آدم عنها وزوجته، فلمَّا أَرَادَ إبليس أَنْ يَسْتَزِلَّهُمَا دَخَل في جَوْفِ الْحَيَّةِ - وَكَانت الحية لها أربع قوائِم كأنَّهَا بختية من أَحْسنِ دَابَّة خلقها الله - فلمَّا دخلت الْحَيَّةُ الجنَّةَ خرج منْ جوفِهَا إبليس فأخذ منَ الشجرة التي نَهَى الله عنها آدم وزوجته، فجاء بهَا إلى حواء فقال: انظري إلى هذه الشجرةِ، ما أطيَبَ ريحها، وأطيب طعمها وأحسن لَوْنها فأخذتْها حواء فأكلت مِنْهَا ثم ذهبت بها إلى آدم فقالت: انظر إلى هذه الشجرةِ ما أطيب ريحُها، وأطيب طعمها، وأَحْسَنَ لَوْنُهَا، فأَكَلَ منها آدم. فَبَدَتْ لهما سَوْءاتُهُمَا، فدخَل آدم في جوف الشجْرَةِ فناداه ربُّهُ: " يا أدم! أين أنت؟ " قال: ها أنذا يا ربِّ. قال: " ألا تخرج ". قال: أستحيي منك يا ربّ. قال: " معلونة الأرْض التي خلقت مِنْهَا لعنة تتحول ثمارها شوكاً " قال: ولم تكن في الجنة وَلاَ في الأرضِ شجرتان أفضل من الطلح والسِّدْر ثم قال: يا حَوَاءُ أَنْتِ التي غررت عبدي، فإنك لا تَحْمِلين حملاً إلاَّ حملته كرهاً، فإذا أردتِ أن تضعي ما في بطنك أَشرفتِ على الموت مِراراً.

وَقَالَ للحية: أنتِ التي دخل الملعون في جوفك حَتَّى غَرَّ عَبْدِي، ملعونة أنتِ لعنة: تتحوَّلُ قوائمك في بطنك، ولا يكون لك زرق إلا التراب، أنتِ عدوة بني آدَمَ وَهُمْ أعْداؤك حيث لقيت أحداً منهم أخذت بعَقِبِه. وحيث ما لقيكِ شدَخ رأسك. قال عمر فقيل لوهب: وهَلْ كانت الملائكة تأكل؟ قال يفعل الله ما يشاء.

893- عبد الرزاق، عن عمر بنِ الرحمنِ، قال: سمعتُ وَهباً على المنبر يقول: إنِّي وجدت في كتاب الله تعالى، أن الله يقُول إني مني الخير وأنا خلقته، قدّرْته لخيار خلقي فطوبى لمن قدرته له. وإني مني الشر وأنا خلقته وقدرته لشرار خلقي، فويل لمن قدرته له.