الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَرْسَلْنَا ٱلرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ }

{ لَوَاقِحَ } فيه قولان، أحدهما أنّ الريح لاقح إذا جاءت بخير، من إنشاء سحاب ماطر كما قيل للتي لا تأتي بخير ريح عقيم. والثاني أن اللواقح بمعنى الملاقح، كما قال
وَمُخْتَبِطٌ مِمَّا تُطِيحُ الطَّوَائِحُ   
يريد المطاوح جمع مطيحة. وقرىء «وأرسلنا الريح»، على تأويل الجنس { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ } فجعلناه لكم سقيا { وَمَآ أَنْتُمْ لَهُ بِخَـٰزِنِينَ } نفى عنهم ما أثبته لنفسه في قوله { وَإِن مّن شَىْء إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ } كأنه قال نحن الخازنون للماء، على معنى نحن القادرون على خلقه في السماء وإنزاله منها، وما أنتم عليه بقادرين دلالة على عظيم قدرته وإظهاراً لعجزهم.